الأربعاء، ٣ تشرين الثاني ٢٠١٠

أعلى منحنى


على أعلى منحنى  بالطريق المؤدي الى بيته والذي تحتضنه الأشجار الباسقة كالأم تحمي ولدها، تحميه حين يمر فيه من حرارة الصيف .. يقود سيارته عائداً من العمل ،  ترقبه من بعيد الى ان يصل ويترجل من سيارته بمعطفه الأسود الطويل وبدلته الخضراء الداكنة التي تنافس الأشجار التي حوله بجمال لونها ،  يمشي  بهيبته المعهودة ً حتى يصل بيته.
 
يدخل عالمه ويغلق الباب وراءه .. يتركها بعيدة غريبة  ترقبه من خلف زجاج النوافذ  الى ان يصل غرفة الجلوس .. فيجلس الى كرسيه الهزاز ويتناول غليونه .. يشعله ثم ينفخ الدخان وهو يحدق بلوحة امامه لم تعرف تفاصيلها عن بُعد ، وكم تتمنى لو تدخل هذا العالم وتشاهد اللوحة التي يجلس امامها كل يوم، ولا ينزل عينيه عنها حتى ينتهي من تدخين غليونه.
اكتفت بمراقبته لهذا اليوم ، بعد ان اطمأنت عليه  .. ارسلت له تمنياتها  مع روحها التي تحلق حوله،  وعادت بانتظار  صباح اليوم التالي حين يغادر الى عمله لتمتع عينيها برؤيته  من جديد .. ولو عن بُعد.
 
 
 

ليست هناك تعليقات: