عُلبة الحُلي
سارت نحو تسريحتها لتختار احدى حُليّها لتتزين بها وقت العشاء .. فقد كانت مدعوة مع زوجها الى بيت احد الأصدقاء؛ جلست الى التسريحة، تناولت علبة مجوهراتها الصغيرة، وبدأت تفكر ….. ماذا تختار؟
اثناء حيرتها تلك .. شردت بأفكارها قليلاً حين رأت احدى حُليها، والتي اهدتها اياها والدتها يوم زفافها … قبضت عليها بحنو ورقة، ومع ابتسامة الرضا التي صاحبتها اخذت تنادي على ابنتها الصغيرة لتريها تلك الحُلية؛ جاءت ابنتها فأخذتها بين ذراعيها وكأنها تضم العالم .. فهي عالمها، واخذت تخبرها كيف اهدتها والدتها تلك الحلية ليلة زفافها .. وبدأت باستعراض بقية الحُلى …. هذه من والدك .. وتلك من جدك …. وهكذا حتى انتهت من استعراض الحُلي.
عادت تحضن ابنتها من جديد .. وتخطط معها المناسبات القادمة في حياتها .. حين تنالين شهادة الثانوية العامة .. سأمنحك احدى هذه الحُلي .. وعند انتهاءك من الجامعة ستنالين أُخرى .. أما ليلة زفافك فستكون هذه الحُلية التي اهدتني اياها جدتك هديتي اليكِ.
زاد شرودها ….. ورأت ابنتها عروساً .. يوم جاء فارس احلامها لطلب يدها .. ويوم قراءة الفاتحة .. ثم التخطيط لحفل الزفاف .. وتحضير جهاز العروس والبيت … شريط من الترتيبات …. حتى ليلة الزفاف؛ .. رأت ابنتها في الثوب الأبيض .. كحمامة بيضاء .. جميلة .. رشيقة .. تكاد من الفرحة تطير ، وبدأت السعادة ترتسم على وجه الأم اكثر واكثر .. وهي ترى ابنتها بتلك الحُلة، و كيف تتقدم منها قبل خروجها للناس .. وتضع في جيدها الحُلية الأجمل التي اهدتها اياها والدتها ليلة زفافها وتوصيها بأن تهديها لابنتها يوم زفافها أيضاً لتكون الحُلية الأبهى في كل ليلة زفاف على مر الأجيال…
ارتعش جسدها فجاءة وخفق قلبها بقوة حين سمعت جرس الهاتف .. استيقظت من احلامها الوردية، و امتلأت عينيها بالدموع، و انقبض قلبها حين وجدت نفسها وحيدة في غرفتها .. امام تسريحتها؛ فهي لم تنجب البنت التي تمنت .. و التي طالما حلمت بها.
لم تَكُن أُماً يوماً .. وقد لا تكون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق