الخميس، ٤ تشرين الثاني ٢٠١٠

لا انام ..


عندما يأتي المساء
أجلس وحيدة .. الهدوء القاتل يحيط بي؛ لا أسمع سوى ضربات قلبي،
ودقات ساعة الحائط
صوتها الرتيب يوتر أعصابي
أحس بدبيب ينخر عظامي
أطفئ النور، وأشعل شمعة تكون لي المؤنس في وحشة الليل
تسري القشعريرة في جسدي من برد الوحدة؛ فأجرجر نفسي إلى السرير لأنام
أغمض عيوني
فتهاجمني الذكريات ..

تضرب رأسي بقوة، وقسوة
يصبح فراشي جمراً، ويخاصمني النوم
فأتساءل!!
هل لا زالت العقربة السوداء التي احتضنتها ذات مرة توغل في صدري وتنشر سُمها ؟ ..
فمنذ سكنتني لا أنام
إنقلاب عارم في نفسي
تبدلت مفاهيمي ..

ما عدت أعرف معنى لكل ما كان!
كيف يمكن لعقربة سوداء وضيعة أن تفعل بي كل هذا
تزلزل حياتي، وتزرع مكان دفئي الصقيع؟!..
ومكان حلمي الكابوس؟!..


كلما هدأت نفسي، وتناسيت اللذي كان ...

عاد البركان بداخلي يثور
ونار الغدر تشتعل وتمور
وقرصتها السامة تنخز قلبي وتنتشر بداخله
أصبحت مجرد امرأة تبحث عن كيانها الضائع وسط الزحام
تسير في دروب الحياة بلا روح
بقلب مطعّن بالجروح
أراني ولا أعرفني !..


على ضفاف حلمي البعيد ...

تجلس أخرى ..
تحتل مكاني .. أناديها لتبحث عن ضفاف أخرى
فهذه لي
أصرخ فلا يسعفني صوتي ..

أركض إليها فتتسمر قدماي
هل انا مستيقظة؟..
أم أني أعيش كابوساً يشل حركتي
ويعبث بضفاف حلمي؟..

 
يعتصر الألم قلبي
كم أشفق على الألم اللذي تعب من ملازمته إياي 
أتعبني التفكير، وأرهقني الخوف 

 
تتصارع الأفكار السوداء على احتلال مكانها داخل رأسي المتعب
أترك سريري متثاقلة، وأسير نحو النافذة ..
أفتحها ليدخل منها الضياء
فنور الصباح قد هلّ، وزقزقة العصافير تملأ السماء
أخرج لحديقتي
أضع وجهي بين الزهور، وأقطف حزمة من نور
أبدأ بها نهاري، وأتناسى آلامي ..
فهي لا بد عائدة في المساء ...

 
أدخل البيت لأعد قهوتي لتستيقظ حواسي؛  فجسدي مرهق أجهده السهر
ورأسي متعب .. أنهكه التفكير


فمنذ أن سكنتني تلك العقربة .....
لا أنام. 



 أيار 2008
 

ليست هناك تعليقات: