الخميس، ٤ تشرين الثاني ٢٠١٠

سجن الوحدة


إليك …
لطالما كنت اتوق شوقاً للحياة التي أُحب و أتمنى، و لطالما أحببت الحب لأن الحياة حرمتني مشاركتك إياه، فعشته حلماً و خيالاً، تمنيت مشاعر رقيقة تدغدغ قلبي، و سافرت الى البحر لأبثه هموم عشقي الذي صنعت بنفسي، لأنك لم تكن يوماً بجانبي، لتشاركني تلك الأحاسيس التي احدثك عنها الأن، عشتك حلماً، خيالاً، و أنت حقيقة موجودة على بُعد أمتار قليلة مني، هل كنت تعلم بحبي لك، تشعر به بمصافحتي، بنظراتي، بترددي، و بصمتي بحضرتك؟ كنت تعلم حين يرتجف صوتي و أنا احادثك بأن قيمتك عالية لديّ؟!!..  لكنك يوماً لم تحاول ان تتقرب مني، بل و ربما استهترت بمشاعري، او استخففت بها، و في كثير من الأحيان استشعر عداءاً من ناحيتك لا اعرف سببه، أهكذا تُقابل مشاعر الحب، ترمقني بنظرات تخترق قلبي كخنجر حاد؛ رضيت ان احبك بصمت، فلست ممن يفرضن مشاعرهن؛ إلا العشق والغرام لا يمكن ان نفرضه على الغير؛ فهو احساس يغزو القلب من اول نظرة، و أول همسة، و أول مصافحة، لأنه هكذا غزاني .. احتل قلبي، و تمكن مني.
آلمتني كثيراً بتجاهلك المتعمد، ولكن يا حبيبي تأكد بأن حبي هو أروع ما يمكن ان تعيشه يوماً، لأني اهب بسخاء كل مشاعري، و أحاسيسي، و لكنك زهدت بي و بحبي، لهذا عليك ان تعلم بأن ابوابي ستوصد بوجهك حين تأتيني نادماً، تطلب مني السماح، و لن اهبك قلبي من جديد "ذلك القلب الذي لم تغادره يوماً و لن"، إلا اني لن ابادلك اي مشاعر، و سأسير مبتعدة عنك، أحملك بقلبي، حلماً، و هماً، خيالاً كما بدأتك لحظة المصافحة الأولى .
انهت رسالتها، و وضعتها في ظرف جميل مزين بالأزهار الوردية، و كتبت عليه " إليك " و وضعت الظرف في صندوقها الخاص، و اعادت إليه القفل، ثم ارتسمت على وجهها لمحات الحزن، و اغرورقت عيناها بالدموع، فهي لم و لن ترسل أي من تلك الرسائل التي ملئت صندوقها، و لن يعرف ذلك الحبيب يوماً ما تعانيه في حبه، و رضيت بأكثر ما تخشاه، " سجن الخوف و الوحدة ". 

ليست هناك تعليقات: