الخميس، ٤ تشرين الثاني ٢٠١٠

اعتذار ..


جمعت بينهما الحياة كأخ و أخت، و كان لها نعم الصديق، فلطالما كان يصدقها النصيحة، و يخلص لها بالمشورة، و يستمع لها بأهتمام حتى عندما كانت تهذي؛ لم يمل يوماً من صحبتها، و لم يتأخر عن مد العون لها، كما كانت هي معه أيضاً؛  لقد كان أخ لها، و صديق عمرها؛ حتى جاء اليوم الذي قرر ان يصارحها بمشاعره الحقيقية تجاهها، و أنها بالنسبة له اكثر من صديقة، و لم يشعر نحوها بأي اخوة يوماً، و لكنه كان يمني النفس بأن تشعر به يوماً، و عندما لم يحدث، وجد ان من واجبه ان يضع النقاط على الحروف، و يخبرها بمشاعره الحقيقية، و برغبته بالإرتباط بها…
الجمتها الصدمة، و تجمدت على لسانها الكلمات،  فهي لم تتوقع ما سمعت منه؛ كانت صداقته من أغلى ما تملك، و لم تظن يوماً بأنها ستخسر هذا الصديق المميز.
اطلقت ساقيها للريح، تركض بدون هدف، و لا تعلم إلى أين ستأخذها قدميها، و حين هدأت،  اخذت تفكر بما يمكن ان تفعل، وكيف تستطيع المحافظة على صداقته، و هل من الممكن ان تحتفظ به صديقاً بعد الذي حدث، والذي صارحها به.
قررت ان ترسل له رسالة، لأنها عاجزة عن الكلام معه وجهاً لوجه، و بدأت تخط رسالتها إليه.
صديقي العزيز
لطالما كنت لي صديقاً، و أخاً، آنس به و برأيه، و أحترم و أقدر كلمته، و عرفت أني لديك بنفس المنزلة؛  و لكني لم اشعر يوماً بتلك المشاعر الراقية التي تحملها لي، و التي اقدرها، و أعتز بها، إلا أني يا صديقي لا أملك لك من أمر قلبي شئ، فقد سلمت مفاتيحه منذ زمن بعيد؛ لم تعد معي، ولا يمكنني استردادها .. و هذا السر الوحيد الذي اخفيته عنك.
فهل تقبل اعتذاري؟
ثم طوت رسالتها، و تسللت الى بيته القريب من بيتها، و القتها من خلال نافذته المطلة على الحديقة، و عادت ادراجها، و بقلبها غصة، فهي واثقة انها قد خسرت اجمل ما جمعهما.


ليست هناك تعليقات: