الخميس، ٤ تشرين الثاني ٢٠١٠

المركب الأخير


ككل المحبين حدث بينهما خلاف جعلها تبتعد عنه، لم يكن خلافاً عادياً ككل الخلافات السابقة والكثيرة التي لطالما حدثت من قبل، فهذه المرة جرحها بقوة لم تستطع الا ان تبتعد في محاولة للنسيان، حتى لو كان نسيانه هو شخصياً، ولكنها لم تستطع ان تعيش بعيدة عنه، كانت بانتظار اي حدث يجمع بينهما من جديد، ولمّا طالت ليالي الوحدة عليها وايام الخِصام، اخذت تقنع نفسها بأن لا كرامة بين المحبين، وانها بدونه لا شئ .. ولن تستطيع ان تعيش اكثر بعيداً حضنه الدافئ، فهو الحياة بالنسبة لها، هو الأمن والسقف الذي يحميها، هو الحب الذي طالما حلمت به، و هو الرجل الذي تمنت دوماً ان تسعده.

عادت اليه بكل الحب، بكل الشوق، ارتمت في احضانه التي اشتاقت إليها، و أكدت له انها غير قادرة على العيش بعيدة عنه، و أنها لم تأتي للعتاب، فكل ما تحلم به أن تكون معه ، ومع انه كان يتمنى عودتها .. إلا انه لم يستطع إلا ان يكون نفسه، استقبل عودتها بجفاء مهين، وكرر جرحه لها من جديد وطعنها بسؤاله: ما الذي يجعلك تهينين نفسك الأن وتبذلينها بهذا الشكل لتكوني تحت تصرفي؟.

صدمتها تلك التساؤلا ت وقطعت ما بقي بينهما من احبال المودة .. و احرقت آخر مركب كان يمكن ان يعيدها يوماً إليه، و لم تستطيع إلا ان تدير ظهرها وتعود من حيث اتت، وهي لا تدري هل تغضب منه ام من نفسها، عادت وهي تجلد نفسها، وتأسف على كل السنين التي ظنت انها تعيش تحت جناحية ويظللها بأمنه، وأنه الحامي لغدها، وأنه يوماً لن يتخلى عنها ما دامت لها الحياة.







ليست هناك تعليقات: