الخميس، ٤ تشرين الثاني ٢٠١٠

همسة شتوية


صوت مألوف يطرق نافذتي الصغيرة
يناديني ..

اهو صوتك؟..

تأخذني ليالي الشتاء الباردة إلى البعيد حيث كانت مشاويرنا معاً.

في عتمة الليل وبينما كنت أقرأ في دفتر ذكرياتي .. وكيف كانت ايام صباي الأولى .. اضاء بيتي البرق باللون الأزرق الجميل .. وسمعت صوت قطرات المطر تضرب نافذتي .. فألقيت نظرة على الفناء وقد اغتسل بماء الشتاء ..

كم اسعدني هذا الشعور
وكأنك حول بيتي تدور
اطربني صوت المطر وجعلني احضن بسعادة كل ما حولي من اشياء
اتذكر؟
كنا نمشي سويةً نرفع وجوهنا للسماء
نفتح اذرعنا وافواهنا لنشرب ماء المطر
نرفع قبعاتنا لنبتل اكثر واكثر
لا نشعر بالبرد .. وعلى زجاج السيارات نرسم قلوباً واسهماً وحروفنا الأولى
وبعض مانحب من اسماء.

الأن والمطر يهطل .. تذكرت ايام الطفولة
وكيف كان الشتاء يروي فناء بيتي بغزارة

وبعد ان تخلد السماء للنوم .. تزهزه الأشجار يظهر لونها الأخضر اكثر .. وتتقاطر منها حبات من الألماس .. نضربها برفق بأيدينا فتنعشنا وتملئ قلوبنا بأجمل احساس

هل لا زلت تحب الشتاء
اتسائل!!..

اما زال يوقظك من النوم حين تسمعه .. تفتح نافذتك لتحييه كما كُنا في كل مساء
ارسل لك مع كل قطرة منه تحية
فهل سمعت صوتي مع قطرات المطر يداعب زجاج نافذتك بحياء

كلنا يكبر
وتختلف اهتماماته .. ويبدأ بحب جديد
اما زلت تحب المطر؟
والتنفس على زجاج النوافذ لتكتب لي رسالة كما كنا بمقتبل العمر

جمال الصيف والبحر لا ينسيني ان اتمنى ان يأتي الشتاء سريعاً لألتقي بك .. لأني لا استطيع ان استحضر ذكرياتنا معاً إلا في مساء شتاء بارد وممطر .. ومدفأة .. وزجاج نافذة لا ارى ما خلفه إلا إن مسحته بيدي وصنعت فيه طاقة مستديرة .. ارى عيونك من بين الأشجار تراقبني وترسل لي وردة وقصيدة ...
وسيل من الذكريات

تدعوني للخروج لنبتل معاً بقطرات المطر .. فأبتسم واعترف لك بأني اكتفيت بمراقبته من وراء نافذتي منذ رحلت
امد يدي وآخذ بعض قطراته
ابلل شفتي
واغمض عيني
واتذوق نكهة ما جادت به السماء

أين مطرنا اللذي كان
لم تعد كما كانت الأشياء.

احاكيك ودفتر ذكرياتي بين ذراعي
ووردتك المجففة تعانق حروفي
وتواريخنا معاً
تحكي حكاية زمن.


ميرفت بربر

24 ديسمبر, 2008 @ 21:06


ليست هناك تعليقات: